Thursday, March 10, 2011

أسباب الثورة

نحن الآن على منعطف تاريخي هام أدرك فيه الشعب السوري أن عدوه الرئيسي هو النظام الفاسد السرطان الخبيث الذي تفشى في الدولة. هناك الكثيرون المترددون في المشاركة  في انتفاضة١٢ و ١٥ آذار والتي وإن قدمت متأخرة فهي لا تقل أهمية من الثورات العربية الأخرى بل سأجادل بأنها أهم واحدة منهم.

و هذه الرسالة المفتوحة أكتبها لكل قارئ متردد. تارة يريد التغيير وتارة يقول أن البلد بأمان و لا داعي للتغيير. و لهذا أكتب عشرة أسباب أشرح فيها لماذا الثورة لا محال لها و لماذا لابد أن تشارك فيها مهما كان الثمن.

١. فساد الحزب
بغض النظر عن أفكاره السامية واليوتوبية يعد حزب البعث العربي الأشتراكي امتدادا لنفوذ الاتحاد السوفييتي السابق على المنطقة. وهو من هذا المنطلق حزب قد مات نفوذه السياسي بسقوط المعسكر الاشتراكي. أما مانراه اليوم فهي بقاياه .التي تتصارع في صراعها الأخير من أجل إبقاء هيكلها العظمي الهشيم. فسورية الآن تعيش من دون حزب قوي يرسم لها صورتها على الخارطة السياسية.
 إذا استمرت هذه البيئة الفاسدة على حالها فسوف تؤدي تلقائيا إلى ظهور تيارات فكرية شمولية معارضة خطيرة على وحدة الوطن. ولهذا لا بد من انتفاضة لا طائفية لا سياسية تؤمن بالتعددية الفكرية و الديموقراطية من أجل الحفاظ على وحدة هذا الوطن..

٢. قانون الطوارئ 
هذا القانون جارٍ منذ أكثر من أربعة عقود و قد استعمله الحزب الحاكم من أجل إلغاء الدستور. هذا يعني أن قانون الغاب هو الحاكم.

٣. فساد النظام الحاكم  
إن أهم أنجاز قام به حافظ الأسد في أوائل السبعينيات هو الحركة التصحيحية والتي تعني تصحيح مسار الحزب. أو بصياغة أخرى يعني حصر صلاحيات الحزب من خلال انقلاب عسكري و طرد المعارضين من الحزب إلى العراق. و النتيجة هي تحول الحكم من حزب شمولي مطلق إلى حاكم فرد مطلق يحكم ذلك الحزب الشمولي.
خلال مرحلة حكم الأسد الأب كان الحكم فرديا مطلقا و خصوصا بعد طرد أخيه رفعت من سورية. لكن عند استلام الابن  السلطة تحولت السلطة بالتدريج من حكم  فرد واحد مطلق إلى طبقة حاكمة تتمثل بأسرة الأسد و مخلوف و شوكت و الأخرس.
    إن هذا التطور في الفساد هو طبيعي و على مرأى الكل. و المرحلة التالية في هذا التطور هي نمو الطبقة الحاكمة إلى أن تصبح سلطة أشبه بالملكية. فلا بد من الثورة من أجل كسر حلقات الفساد في هذا النظام.
أما بالنسبة لشعبية بشار الأسد فلسنا ضدها أبدا. وإذا كان فعلا محبوبا فعليه ترشيح نفسه للانتخابات العادلة مع كل التيارات المعارضة الأخرى. إعطاء البرلمان صلاحيات أوسع وإلغاء قانون الطوارئ.

٤. ظهور الرأسماليون الجدد
مع  وجود الطبقة الحاكمة ظهرت أيضا طبقة جديدة ممن يسمون الرأسماليون الجدد. و هم فئات موالية للحكم و تتمتع بصلاحيات أقتصادية من شأنها الفوز بمناقصات الدولة و إقامة مشاريع تجلب لهم ثروات طائلة. ظهور هؤلاء الرأسماليون الجدد يتطلب ظهور طبقة معاكسة فقيرة. و هذا هو السبب المباشر لانتشار الفقر في سورية.
لاثورة يعني توسع الفجوة بين الفقير و الغني إلى أن نصل إلى حال الشعب في مصر بل أسوأ.

٥. غلاء الأسعار
بسبب عدم استقرار الوضع الاقتصادي في سورية  حرص الرأسمالي الجديد على استعمال الدولار الأمريكي و ابقاء ثروته خارج البلاد مما أدى إلى التضخم المالي وغلاء الأسعار. دون الثورة سوف يستمر هذا الأمر حتى يصل سعر كيلو الخبز إلى خمسمئة ليرة وراتب الموظف على ما هو.
   وجود الرأسماليين الجدد يعني أيضا فشل الاستثمارات الخليجية و العربية بسبب تفشي الفساد وهذا سيزيج من الطين بلة و فقدان الأمل من النمو الاقتصادي.


٦. الطبقة الوسطى الجديدة
هناك أيضا طبقة جديدة بدأت بالظهور منذ عقود ولكنها انتشرت بشكل لايوصف في السنوات القليلة الماضية. هذه الطبقة هي طبقة المرتشية و هي نتاج طبيعي لارتفاع الأسعار و تعتمد بشكل مباشر على الرشوة لسد حاجاتها الأولية.

٧. تفشي الواسطة و المحسوبيات
  الرشوة ليست الحل الوحيد ففي مجتمع ازداد اللا قانون فيه تقوى العلاقات الاجتماعية والتي من باب ساعدني لساعدك و أنا بعرف حدا بالمديرية, تستطيع عمل المستحيل لتحقيق المستحيل. و هذا المستحيل هو سر تخلفنا.

٨. انتشار البطالة
مع تغلغل الفساد أصبح من المستحيل الحصول على عمل لائق بالشهادة التي تعب عليها المواطن و أصبحت ما بتطعمي خبز. و من هنا انتشرت البطالة.

٩. هجرة العقول
أما بعض الشباب الأذكياء فقد قرروا الهروب من هذه الحالة و إكمال دراستهم في الخارج آملين ألا يرجعوا إلى وطنهم الأم. و من هنا درجت المقولة الشهيرة بين الطلبة: بدي هج من هادا البلد. إنها هجرة العقول.

١٠. فقدان الروح الوطنية
ناهيك عن فقدان روح الوطنية, فليس هناك أي شخص في هذا البلد الحبيب لم يفكر يوما بالهجرة. فهو مع كراهيته الكامنة لسياسة الغرب  الخارجية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية فهو يتمنى أن يحصل على فيزا سفر أو إقامة عمل أو إقامة دائمة في تلك البلدان.

من هنا ترى أن كل شي يؤدي إلى الآخر. فالفقر سببه انتشار البطالة و غلاء الأسعار. و هما بسبب الفساد و الرشوة و الواسطة, و هذه كلها سببها ظهور طبقة الرأسماليين الجدد الذين هم نتاج العائلة الحاكمة التي على رأسها بشار الأسد.

بأختصار, ثورتك من أجل لقمة العيش هي نفسها من أجل حريتك و من أجل عزة وطنك.

و تحيا سورية حرة بشعبها.
Syrian Watch